.

.

               هل هؤلاء يسعون لتحجيم داعش أم تمدد داعش؟


               الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:


فقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج، وحذر منهم، وذكر صفاتهم في عدد من الأحاديث، ومن صفاتهم : (أنكم تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وقراءتكم إلى قراءتهم)، وأنهم (صغار الأسنان، سفهاء الأحلام، يقول من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم)، وأنهم (يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان)، وأن (سيماهم التحليق)، وأنهم (كلاب النار)، و(شر الخلق والخليقة) ..

ومن تأمل حال تنظيم القاعدة، وما تفرع عنها من جماعات وأحزاب، مثل جبهة النصرة، وما انشق عنها مثل جماعة داعش أو ما يسمى بـ(الدولة الإسلامية)، والتي كانت تسمى بـ(الدولة الإسلامية في العراق والشام) علم يقيناً أن هذه الجماعات والتنظيمات تحمل عقيدة الخوارج، وتسير على منهجهم وطريقتهم..

والذي أردت لفت الانتباه إليه قضية خطيرة جداً وأذكر قبلها تنبيهاً ..

المتأمل لنشأة تنظيم القاعدة وتحركاته، وخلو إيران والبلاد التي يحتلها اليهود من عملياتهم وما يسمونه جهاداً يتيقن أن تنظيم القاعدة صنيعة يهودية بالتوافق والتواطؤ بين حكماء (خبثاء) صهيون، وحكماء (خبثاء) قم وملالي طهران ..

فتنظيم القاعدة صنيعة أياد أجنبية عن الإسلام، خرج من رحم اليهود كما خرج الخوارج الأولون من رحم اليهود على يد عبد الله بن سبأ اليهودي المنافق..

فهذا هو التنبيه..

فمن عرف أن داعش والنصرة وغيرها من تنظيمات الخوارج نشأت برعاية يهودية رافضية، وتحت متابعة ونظر الغرب الكافر، لا يمكن أن يصدق أن الكفار الذين رعوا التنظيمات الإرهابية سيعملون على وأد ما بنوه وشيدوه وخططوا له، ويتيقن أن محاربتهم لداعش وراءها مخططات أخرى، يستخدون هذه المحاربة لتحقيق مآربهم، واللعب في مكان مكشوف بغطاء دولي تحت مسمى محاربة الإرهاب، ومحاربة داعش ..

وهنا القضية الخطيرة:

هل الغرب يسعون للقضاء على داعش-وهم من بنوها ويعرفون معظم أسرارها-، أم يسعون لتمدد داعش، أو إبقاء داعش في حدود معينة تخدم أهدافهم وتستنزف موارد أهل الإسلام، وتخوفهم بهذا المارد المصطنع؟!!

وحسب ما وصلني من معلومات من الإخوة السلفيين في العراق فإن من الواقع هناك عدة أمور: 

تمكين داعش وتسهيل تحركاتها في الموصل، وتمكينها من تجنيد الشباب وشرائهم بالأموال ..

تمكين داعش من عمل مجازر في حق الأكراد والنصارى واليزيديين مما زاد من غيظ أولئك على عامة السنة مما نتج عنه تحركات بعض الأكراد بشكل انتقامي نتج عنه تسوية بعض القرى السنية بالأرض، وتهوين دماء أهل السنة بحجة قتال داعش ..

فصارت القضية عنصرية نتج عنها تقبل كثير من الناس (السنة) الانضمام تحت داعش كونها في نظرهم معهم ضد عدوهم من الأكراد ومن معهم ..

تقدم بعض القوات الكردية مع قوات القبائل جهة ربيعة للقضاء على داعش ثم تأتي أوامر قوات الأمريكان بالمنع من التقدم وإلا سيتم ضرب هذه القوات التي تقاتل داعش!!

وحصل ذلك أيضاً تجاه سد الموصل ..

فهل الضربات الجوية تستخدم أيضاً لحماية داعش؟!!

ينزل الأمريكان أسلحة عبر الطائرات إلى الأكراد فتقع مجموعات من الأسلحة في يد داعش لتحارب بها أهل كوباني!!

والخلاصة أن العراق بلد الزلازل والفتن، وأفعال الروافض والأمريكان كلها تشير إلى إطالة أمد القتال، وتقوية نوعية للخوارج، والاستمرار في الفتك بأهل السنة، وإثارة الفتن والقلاقل، ومحاولة نقله إلى بلاد الحرمين حماها الله من شرهم ومكرهم ..

والمقصود من ذكر هذا الأمر في العراق تنبيه السنة وتنبيه الأكراد، وتنبيه كل من يهمه مصلحة المسلمين إلى بعض ما يفعله الأعداء لاتخاذ الحل المناسب مع هذه القضية، ومواجهة هذه الأفعال بأفعال مدروسة تعمل على تبصير الناس بخطر الخوارج، وخطر الروافض، ومحاولة تبصير الأكراد بما يحاك لهم ولأهلهم أهل السنة في العراق..

وليس هذا الأمر خاصاً بالعراق، بل هو في اليمن أيضاً ..

ففي اليمن أعداء عدة للأمن والاستقرار، ومن أبرزهم تنظيم القاعدة الخوارج، والحوثيون الروافض..

وقد صار تمكين للحوثيين في أماكن عدة في خطوة قد يظهر منها عن البعض: أن المراد هو ضرب الحوثيين بالخوارج ليقضي المفسدون على إخوانهم في الفساد ..

ولكن الناظر إلى واقع حال بعض المناطق باليمن يرى أن ثمة تنسيقاً وتكتلاً بين القبائل وتنظيم القاعدة ضد الحوثيين مما يعطي تمددا لتنظيم القاعدة، وتعاوناً قبلياً معهم ضد الحوثيين!

وهذا أمر خطير، لكون تنظيم القاعدة صنيعة إيرانية يهودية، وكان هناك تنسيق بينهم وبين الحوثيين على عدة أصعدة، ثم اليوم يكونون أعداء، ويستخدم هذا العداء لتلميع وتمدد الخوارج، وهذا أمر يريده الكفار، فهو يعطي للحوثيين قوة سياسية، ويعطي للغرب الكافر المبررات للتدخل أكثر من تدخلهم اليوم تحت غطاء محاربة الإرهاب كما فعلوا في العراق، فتصبح طائراتهم موجهة للقبائل التي تقاوم الحوثي أو تقاوم أي مخطط غربي مدمر ..

فمكافحة الخوارج والحوثيين مطلب شرعي، وليحذر أهل اليمن مما يكيده لهم الأعداء، وليجتمع حكماؤهم مع ولاتهم للنظر فيما يصلح بلادهم..

وليعلم الجميع في كل مكان أن النجاة من الفتن تكون بالرجوع إلى دين الله الحق، وتكون بتقوى الله، وتكون بالاعتصام بالكتاب والسنة، وتكون بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم، فإن لم يكن لهم جماعة وإمام فتعزل تلك الفرق، وتكون النجاة كذلك بلزوم غرز العلماء، والصدور عن أقوالهم ومشورتهم ..

نسأل الله أن يحفظ المسلمين من كيد أعدائهم، وأن يهلك الخوارج، وأن يرد كيد الكفار في نحورهم، وأن يعيذ المسلميين من شرورهم..

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

والحمد لله رب العالمين ..

كتبه:

أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي

28/ 12/ 1435 هـ


***************




***********************

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
أعلى