.

.

العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله 
وُجد هذه الأيام من يكفر الحكام هل يعتبرون خوارج ؟

نص السؤال: وُجد هذه الأيام من يكفر الحكام هل يعتبرون خوارج ؟

نص الإجابة: 
يعتبرون مخطئيين ، والخوارج هم الذين يكفرون بالمعصية وهؤلاء ما يكفرون بالمعصية ، لكن يعتبرون مخطئيين ، ولا نقرهم على تكفير الحكام كلهم ، وإن كان يوجد في الحكام من هو كافر كالفذافي وصدام ، أما القذافي فبستهانته لسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وتطبيق الإشتراكية ، وأما صدان فبقوله : إننا نأخذ بالقرآن والسنة ما لم يتصادما مع مبادئ حزب البعث ، فإذا تصادم مع مبادئ حزب البعث فإننا نأخذ بمبادئ حزب البعث .
المهم يعتبرون مخطئيين إذا عمموا التكفير على الحكام كلهم ، ولا نقرهم على هذا ، ولكن يا إخوان أغلبهم جهال من المتحمسيين للدين على جهل والله المستعان .
------------
من شريط : ( أسئلة السلفيين في العيدين ) .
ماذا ترد على من يكفر الحكام بقوله تعالى : " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأؤلئك هم الكافرون " ؟

نص السؤال:ماذا ترد على من يكفر الحكام بقوله تعالى : " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأؤلئك هم الكافرون " ؟
نص الإجابة: 
مسألة الحكام مسألة طويلة الذيل ، قليلة النيل ، فهم يختلفون في هذا ، فلا نستطيع أن نكفرهم كلهم ، ومن استهزئ أو أنكر السنة ، أو قال : استلام الحجر الأسود خرافة ، أو قال : إننا نرحب بالعمل بالكتاب والسنة ما لم يتنافى مع مبادئ حزب البعث فهذا يعتبر كافراً .
وأنا أنصح الأخوة ، أنصحهم لله ألا يشتغلوا بهذا الأمر ، وليعملوا للإسلام حتى ما يصطدموا بالحكام ، وما يصطدموا بالحكام ويعرقلون سيرهم فأمريكا تقر أعينها إذا اصطدم الدعاة إلى الله والمصلحون بالحكام ، فهم يستريحون لهذا .
أنا أنصح الأخوة ألا يشغلوا أنفسهم بهذا ، فلا يجادلوا عن مبطل ، من بلغ به الحد إلى الكفر فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم " ، ولا تبلغ بهم الجرأة إلى تكفير من بقي مستمسكاً ولو بذيل الإسلام . والله المستعان .

لماذا لم نعلن الجهاد على الحكام وخاصة أنهم لا يحكمون بما أنزل الله مع الأدلة ؟

نص السؤال: لماذا لم نعلن الجهاد على الحكام وخاصة أنهم لا يحكمون بما أنزل الله مع الأدلة ؟

نص الإجابة: 
الواقع أن الجهاد يعتبر من أسمى شعائر الإسلام : " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون " .
والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية " .

والواقع أن بعض حكام المسلمين فيه بقية من الدين فلم يتضح كفره ، ولو اتضح كفره فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما قال في حديث عبادة بن الصامت : بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - على السمع والطاعة في العسر واليسر ، والمكره والمنشط ، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان ، وعلى أن نقول الحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم .

لو اتضح كفر الحاكم فلا بد من النظر في أحوال المسلمين والشعوب ، فالدائرة ستكون على الشعوب ، وهل المسلمون مؤهلون للجهاد أم ليسوا مؤهلين ؟ بل هم مؤهلين لجمع الأموال ، ومستعد أن يسب الرئيس على كسرة خبز إذا قل الخبز ، ويعجبني كلام بعض إخواننا المصريين الأفاضل ولا أحب أن أسميه فقد أخذته المباحث فقالوا : أنت تقول إن السادات كافر ؟ قال : ما رأيتم إلا أنا الذي أقول : السادات كافر ، اذهبوا إلى طوابير الخبز تسمعون الناس يقولون : إن السادات كافر .

فالعامة إن قل الخبز والسكر والملوخية فهم مستعدون أن يكفروا الرئيس ، وإن أتى لهم بحاجاتهم قالوا : هذا خليفة راشد ، وحالة الشعوب كما قال شوقي :

أثر البهتان فيه ***** وانطلى الزور عليه
ملأ الدنيا صراخاً ***** بحياة قاتليه 
يا له من ببغا ***** عقله في أذنيه 

ثم لا بد من النظر في النتائج أنقوم وتسفك دماء المسلمين ثم يثب على الكرسي شيوعي أو بعثي أو علماني .

كنا في الجامعة الإسلامية ولي زميل اسمه محمد من الحبشة فقلت له : ماذا فعلت يا محمد في هذه العطلة ؟ قال : ثرنا على الطغيان ، وكان في بلدهم النصارى فخرجوا عليهم وطردوهم ، ثم ما هي إلا أيام قليلة فإذا الحبشة شيوعية حمراء .

أنا آسف أن يحركنا شيوعي ويضحك على لحانا أو بعثي أو ناصري ، فمن الذي طرد بريطانيا من عدن إنهم المسلمون ، ثم وثب الشيوعيون على الكرسي ، ومن الذي وطد ومهد لجمال عبدالناصر لا رحمه الله تعالى الكرسي ، إنهم الإخوان المسلمون ثم فتك بهم ، ومن الذي مهد لصبغة الله مجددي الصوفي عميل لأمريكا عميل لإيران كل بلاء فيه ، إنهم المسلمون الذين خسروا نحو مليون ونصف رحمهم الله وهم على نيتهم ، ونرجو أن يرزقهم الله الشهادة لأنهم على نياتهم .

ما يدرينا أن امريكا نفسها تستثير ذوي اللحى ويقولون : إن ذوي اللحى مغفلون ، ويقولون لهم : انظروا إلى هذا الرئيس كيف يتصرف في مال الشعب ، وكيف فتح الباب على مصراعيه للفساد ، وكيف أباح ما حرم الله ، كيف حاصر الشعب كأنه مسجون ، حتى يستشيروا الشعب ثم يأتوا بشر منه وإذا لم يكونوا البادئين فدولارات امريكا فقد أصبحت مثل البعر ، يأتون للشعوب الجشعة الجاهلة بمائة مليون للشعب الذين يريدون ثم يصنعون لهم من يريدون " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار " ، وفي ( الصحيح ) أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين " .

أما نحن فأصبحنا أشعبيين نلطم لطمات ثم تأتي دعايات جديدة فنقول : لعلهم صادقون ، ثم لا نعقل إلا بعد ما يحصل الذي يحصل في كثير من البلاد الإسلامية .

فإن كان المسلمون مؤهلين ، ولديهم من القوات والرجال الذين يصبرون على البأساء والضراء وعلى الجوع والعري والسهر والمتاعب ، ويرفضون دولارات امريكا ، فهي أسحر من هاروت وماروت ، فلا بد من أول الأمر أن يعاهدوا الله على رفض دولارات امريكا وإلا فلن يفلحوا .

والذي يقول : إن أهل السنة ليسوا في جهاد فهو مكابر ، فأهل السنة في جهاد ، الدعوة إلى الله قائمة ، والتعليم قائم ، وإنكار المنكر في حدود ما يستطيعون ، مواجهة الظلمة ، مواجهة الحزبيين ، مواجهة الشوعيين ، والبعثيين ، والناصريين ، فهم يواجهون المجتمع كله ، فهذا أضر على الأعداء من أن تواجه إليهم المدفع والرشاش . 
وقد رأينا بعض الجماعات يقتلون ضابطاً ، وأولئك يسجنون عشرين ألفاً من الدعاة إلى الله ، ومن المسلمين الأبرياء ، فلا بد من أن نتنبه ونعقل وأن ندرس المواضيع . 
هل أمر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بالجهاد منذ بعثه الله ؟ أم كان يرى الصحابي يضرب ويمر به ، وربما ضرب النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما في الحديث في الحرم ، ثم يصبر إلى أن هاجر ، وبعد الهجرة إلى أن أنزل الله عليه : " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير " ، فلا بد من نثبت ولا نعطي قيادتنا الأغرار ، ولا نلبس على أتباعنا كما يلبس الإخوان المفلسون يقولون : جهاد جهاد ، وبعدها يستثيرون الشباب كأن شعر رءوسهم قد أصبح واقفاً للتهيؤ للجهاد في سبيل الله ، ثم يصرفونهم إلى التمثيليات والأناشيد والسمر وإلى النكت وما أشبه ذلك ، فلا ينبغي أن نغر أتباعنا وإخواننا : " كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته " . 
-----------------------
راجع كتاب غارة الأشرطة ( 1 / 191 إلى 194 )

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
أعلى