.

.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على المبعوث الأمين:محمد بن عبد الله،وعلى آله وصحبه والتابعين؛ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛
أما بعد:
فمِنَ العجائبِ في هذه الحياةِ – والعجائبُ جَمَّةٌ – أنْ يُطَالِعَكَ شَخْصٌ بمبْدَإٍ أو شِعَارٍ يَتَشَدَّقُ غَالِبَ وقتِهِ بِسُلُوْكِهِ والسَّيْرِ في رِكَابِهِ،ثمَّ هو يطبِّقُه مع كلِّ المخالفين – قَرُبَتْ مخالفتُهُم من الصواب أو بَعُدَتْ – إلاَّ مع قَوْمٍ لا يَكْتَنِفُهُم ولا يَسَعُهُم هذا الشِّعَارُ أو المبدأُ؛لا لأَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ أو استنادٍ إلى حَقٍ أو صدقٍ،إنَّما الهوى والجهلُ والكذبُ البَيِّنُ والحقدُ الدَّفين المتجذر في قلبه لأولئك الرِّجال.
ظهر عمرُ بنُ عبدالعزيز الزيد بادِئَ أَمْرِهِ في قناةِ (المجد) وفي برنامجٍ حولَ دولةِ الرافضةِ (إيرانَ) بصفتِهِ باحِثًا في الشَّأْنِ الإيراني،ثم توالى ظهورُهُ في عِدَّةِ قنواتٍ أُخرى كقناة(صَفَا)و(وِصَال):سابرا� �مُقَسِّمًا ومعدِّدًا؛مُصنِّفًا لطوائف الرافضةِ وأحوالِهِم وطقوسِهِم،ومَنْ منهم كان غُلُوُّه أشدَّ أو أهونَ من الآخَر.
وفي كل ذلك كان شِعَارُهُ ودِثَارُهُ الذي يطبِّقُهُ تطبيقًا دَقِيْقًا: (الإِنْصَافَ) الذي لم تتقلَّص دائرتُهُ أو تَضِقْ عن استيعابِ طوائفِ الرَّفْضِ على اختلاف شُكُولِهَا ومشارِبِها،بل اتَّسَعَتْ واتسعت لِتَعُبَّ كُلَّ المخالفين؛صوفيةً كانوا أو غَيْرَهُم.
(يجبُ أَنْ نكونَ مُنْصِفِيْنَ):هذه العبارةُ،وأُخَرُ من مَثِيْلاتِهَا ممَّا ينصبُّ في معناها كثيرًا كثيًرا ما لاكَـتْهَا ضَوَاحِكُ الزَّيْدِ،وَلَهَجَتْ بها شَفَتَاهُ،وارْتَعَشَتْ لِتَرْدَادِهَا لَهَاتُهُ ، فظنَّ المتابعُ لبرامجه أنَّ الرَّجُلَ أُنْمُوذجٌ عَصْرِيٌّ في المِثَالِيَّةِ،وأَحدُ رموزِ البَحْثِ العَمِيْقِ المُضَمَّخِ بطيوبِ العَدْلِ،وآياتِ الإِنْصَافِ..!!
ولَكَأنَّ المعجبين به يلمحون أخلاقَهُ العِلْمِيَّةَ مُتَرْجَمةً من خلال الآية الكريمة:)وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ([المائدة:7]..!!



كتبه :
عبد العزيز بن موسى سير المباركي
بسم الله


0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
أعلى