.

.


قد كانت عقيدة الخوارج اندثرت نوعاً ما ، حتى أحياها سيد قطب في كتابه الظلال وغيره من كتبه ، ( فهو يسمي الدين الإسلامي بأنه دين انقلابي ، ويقول أن أمة محمد ﷺ كلها قد ارتدت عن الإسلام و خرجت منه ، لا يوجد الآن في أمة محمد دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم ، شريعة التحاكم فيه هي شريعة الله أو الشريعة الإسلامية ) .

هكذا يقول ، وما بينه وبين السعودية هذه الدولة المباركة ، التي قامت من أول قيامها على التوحيد ، وحصل لها من ( التعثق ) (1) حتى قامت بالدور الثالث على الملك عبد العزيز ، الذي وحد الله به الجزيرة ، وهذه الجزيرة كان سيد قطب يعرف بأنها لا يوجد فيها ضريح يعبد ولا قبر يزار زيارة شركية ولكنه والعياذ بالله مفتون ، نسال الله العفو والعافية .

فالمهم أن هذا الرجل وأمثاله ممن تلقوا كتبه بالقبول ، وقرؤوها واتخذوها نبراساً لهم ، معظمين لصاحبها ، وكانت الثورة التي حصلت في أفغانستان أولها كانت محاربة للشيوعية ، ومن أجل ذلك فقد شُجعت من هذه الدولة ومن علماءها ومن مواطنيها ومن كل المسلمين ، لكنه استولى عليها أناس لهم هوى والعياذ بالله ، فنشروا في من ذهبوا إلى ذلك المكان ، نشروا فيهم تعظيم سيد قطب والأخذ من كتبه ، وبالأخص الظلال الذي احتوى على ضلال كثير والعياذ بالله .
هذه هي الحقيقة التي أعادت بذرة الخوارج من جديد وجددتها ، ومن يقول أن الخوارج اكتسبوا هذا التكفير من الإمام محمد بن عبد الوهاب أو من الدرر السنية فقد كذب وافترى ، الذي يقول هذا قد كذب وافترى ، إذ أن محمد بن عبد الوهاب رجل مصلح ، 

ومع أن الآيات القرآنية التي لا حصر لعددها تنعى على من أشرك بالله شرك أكبر أنه كافر
. وأن عمله هابط ، فلذلك يقول الله عز و جل لنبيه محمد ﷺ : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (65 الزمر) ، ويقول سبحانه وتعالى : (فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ) ( 213 الشعراء ) ، وآيات كثيرة وكثيرة جدا ً ، مع أن هذه الآيات تبين أن من أشرك بالله الشرك الأكبر فإنه كافر حلال الدم والمال ، إلا أن الإمام محمد بن عبد الوهاب قد توقف وجعل إقامة الحجة ، إقامة الحجة على الناس الذين ربما يكون بعضهم ملبَس عليه جعلها شرطا ًفي استحلال دماءهم ، وما أشبه ذلك .

هذه عقيدة التوحيد التي جاء بها محمد رسول الله ﷺ ، وأحياها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، وسانده في ذلك أيضا ً محمد بن سعود رحمه الله ، رحم الله الجميع الذين نشروا هذه الدعوة ، الذين يعني أحيوا هذه العقيدة في هذه البلاد فانتشرت فيها وفي غيرها .

نصيحة : أن هؤلاء المبتدعة ينبغي أن ينصحوا وأن ينبذوا ، من أصر منهم ينبغي أن ينبذ ، ومن ظُفر به ينبغي أن يقام عليه أمر الله عز و جل إذا كان قد أراق دما ً، أو استباح دماء المسلمين أو غيرهم بغير حق ، هذا يقام عليه شرع الله عز و جل ، الذي هو يعني النظام ، يعني السنة المتبعة في هذه الدولة .
نسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
أعلى