.

.

من جرائم الخوارج


من الفرق الدموية التي سطرت تاريخها بمداد من الدم والعنف والقسوة فرقة الخوارج، ومن الحوادث التي وقعت في سنة ثلاث وخمسين ومئة من الهجرة ما ذكره ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية فقال: «وفيها خرجت الخوارج من الصفرية وغيرهم ببلاد أفريقيا، فاجتمع منهم ثلاثمئة ألف وخمسون ألفاً، ما بين فارس وراجل .. فقاتلوا نائب أفريقيا، فهزموا جيشه وقتلوه .. وأكثرت الخوارج الفساد في البلاد، وقتلوا الحريم والأولاد، وآذوا عامة العباد» .. فلم يسلم من شرهم أحد.
وهكذا على مر العصور يعيث الخوارج فساداً في الأرض، ومن الأمثلة الواضحة على استمرار الخوارج في العنف والقسوة إلى زماننا هذا، تصريحات مجلة القتال التي كانت تصدرها الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر في عددها 32: «لقد وصل أفراد الجماعة الإسلامية إلى درجة نحمد الله تعالى عليها بالبراءة من المرتدين وأعوانهم حتى لو كانوا آباءهم وأهليهم، وما ذلك إلا بسبب فهمهم لعقيدة السلف الصالح والتشبه بسيرة الصحابة رضي الله عنهم، فإن عمليات أفراد الجماعة في تطبيق حكم الله في المرتدين وأعوانهم كانت ضد آبائهم وإخوانهم، ففي بوقرة، منطقة قريبة من العاصمة الجزائرية، قام شاب من أفراد الجماعة بتطبيق حكم الله تعالى في والديه، بعدما رفضا حكم الله تعالى وذلك بقبولهما بتزويج أخته إلى رجل مليشي!» فانظروا معاشر القراء إلى الثناء على من قتل والديه وحكم عليهما بالكفر والردة! فهذا من أوضح الأدلة على قسوة قلوب الخوارج وجرأتهم على سفك الدماء والتكفير على مر العصور.
وقد كتب بعض عتاة الخوارج في زماننا كأبي قتادة الفلسطيني الذي كان يقيم في بريطانيا كتابة دموية يجوّز فيها الاعتداء على النساء والأطفال وتهديدهم بالقتل في الجزائر فقال: «بهذا يتبين أن ما فعلته الجماعة الإسلامية المسلحة من تهديد ذرية ونساء المرتدين بالقتل من أجل تخفيف وطأتهم على النساء والمساجين والإخوان هو عمل شرعي لا شبهة فيه!» .. وله بعض الكلمات يقدم فيها جهاد الدول المسلمة على الدول الكافرة بسبب ردة الدول المسلمة عن الإسلام كما يزعم، وهذه جرأة قبيحة جداً منه نسأل الله العافية والسلامة.
وللخوارج أسلوبهم الخاص في التحريض على سفك الدماء، فمن ذلك ما قاله أسامة بن لادن: «كما نؤكد على الصادقين من المسلمين أنه يجب عليهم أن يتحركوا ويحرضوا ويجيشوا الأمة في مثل هذه الأحداث العظام والأجواء الساخنة، لتتحرر من عبودية هذه الأنظمة الحاكمة الظالمة المرتدة المستعبدة من أمريكا، وليقيموا حكم الله في الأرض، ومن أكثر المناطق تأهلاً للتحرير: الأردن والمغرب ونيجيريا وباكستان وبلاد الحرمين واليمن» ..
وهذه الجرائم التي يقوم بها الخوارج في عصرنا تعطي صورة مشوهة عن الدين الإسلامي العظيم، دين الرحمة والحنيفية السمحة، ومن يقاتل المسلمين ويظن أن هذا القتال يقربه إلى الله تعالى وقد تجرد من مشاعر الرحمة وتربى على العنف والقسوة فسيرتكب الجرائم العنيفة جداً تجاه من يخالفه ولو كان المخالف مسلماً متديناً، وهذا ما قام به تنظيم القاعدة في العراق عندما قتل بعض العلماء والمشايخ الذين يحذرون الناس من شر هذا التنظيم الخطير، وهذا الأمر يزعج قادة الخوارج جداً، فعالم رباني راسخ سيرد على جميع شبه الخوارج ويبين للناس شرهم وانحرافهم.

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
أعلى