براءة محمد حسان من منهج السلف الصالح ومن اتبعهم بإحسان
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فقد وقفت على كلمة لمحمد إبراهيم حسان المصري في احدى المنتديات السلفية الموثوقة، فوجدت أحد الإخوة الفضلاء قد وضعوا مقطعا صغيرا لهذا الجويهل حسان- وإن كان صغيرا- ولكن فيه مخالفات عظيمة للحق.
فأقول و بالله التوفيق: والله لا أدري أي كتب يقرأ هؤلاء، وكيف يتجرؤن على الله ويرفعون أنفسهم وهم جهال، وربي إن هؤلاء لأكذب وأخبث من الكفار علينا، لأن كلامهم كله جميل ومعسول ولكنه ممزوج بالكثير من الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم.
إن هذا الرجل وغيره من أهل البدع إن لم يكونوا هم المقصودون بحديث الرويبضة -الذين يتكلمون في أمور العامة وهم جهال بأحوالها- فمن إذن؟؟؟
ففي احدى محاضرات هذا الرجل -هداه الله- يرسل إليه أحد الحاضرين سؤالا عن أحمد النقيب ( المبتدع المعروف عند أهل السنة ببدعه ) .فيبدأ هذ الرجل القصاص يتكلم عن واقع الأمة على ما يرى، وأن الأمة لا ينبغي لها أن تتكلم في هذه الأمور، ويعاتب الإخوة الذين يسألون عن الرجال لأن الأمة تذبح وتقتل ويستباح دماءها....إلى آخر هرائه.
و حسان ليس هو الأول الذي يزهد في هذا العلم بل جل أهل البدع يزهدون في علم الجرح و التعديل لأنه يفضحهم و يفضح أحوالهم و هاك أخي أقوال الأئمة في هذا الباب:
روى الهرويُّ بسنده إلى نصر بن زكريا قال سمعتُ محمد بن يحيى الذهلي يقول سمعتُ يحيى بن يحيى يقول: " الذّبُّ عن السُّنّة أفضلُ من الجهاد في سبيل الله، قال محمد: قلتُ ليحيى : الرجلُ ينفِقُ مالَه ويُتْعِبُ نفسَه ويجاهد، فهذا أفضلُ منه؟!، قال: نعم بكثير! " (( ذمّ الكلام )) ( 111ـ أ )
وقال الحميدي شيخ البخاري : " والله! لأن أغزو هؤلاء الذين يَرُدُّون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إلي من أن أغزو عِدَّتهم من الأتراك " يعني بالأتراك: الكفار. رواه الهرويُّ بسنده في (ذمّ الكلام ) (228 ـ الشبل)
ومثل هذا عند من هو أعلى طبقةً من الحميدي؛ قال عاصم بن شُمَيْخ: فرأيتُ أبا سعيد ـ يعني الخدري ـ بعد ما كبِر ويداه ترتعش يقول : " قتالهم ـ أي الخوارج ـ أجلّ عندي من قتال عِدَّتهم من الترك " رواه ابن أبي شيبة (15/303) وأحمد (3/33).
ولذلك قال ابن هبيرة في حديث أبي سعيد في قتال الخوارج : " وفي الحديث أن قتال الخوارج أولى من قتال المشركين؛ والحكمة فيه أن قتالهم حفظ رأس مال الإسلام، وفي قتال أهل الشرك طلب الربح؛ وحفظ رأس المال أولى" فتح الباري لابن حجر (12/301).
وقال أبو عبيد القاسم بن سلاّم : " المتبع للسنة كالقابض على الجمر، وهو اليوم عندي أفضل من الضرب بالسيوف في سبيل الله " تاريخ بغداد (12/410).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-:
"وأعداء الدين نوعان: الكفار والمنافقون وقد أمر الله نبيه بجهاد الطائفتين في قوله { جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ }[التوبة: 73] في آيتين من القرآن، فإذا كان أقوام منافقون يبتدعون بدعاً تخالف الكتاب ويلبسونها على الناس ولم تُبيّن للناس فسَدَ أمر الكتاب وبُدِّل الدين، كما فسد دين أهل الكتاب قبلنا بما وقع فيه من التبديل الذي لم يُنكَر على أهله، وإذا كان أقوام ليسوا منافقين لكنهم سماعون للمنافقين قد التبس عليهم أمرهم حتى ظنوا قولهم حقا وهو مخالف للكتاب وصاروا دعاة إلى بدع المنافقين كما قال تعالى { لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ}[التوبة: 27].
فلا بد أيضاً من بيان حال هؤلاء بل الفتنة بحال هؤلاء أعظم؛ فإن فيهم إيماناً يوجب موالاتهم وقد دخلوا في بدع من بدع المنافقين التي تُفسد الدين، فلابد من التحذير من تلك البدع وإن اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم، بل ولو لم يكن قد تلقوا تلك البدع من منافق لكن قالوها ظانين أنها هدى وإنها خير وإنها دين، ولو لم تكن كذلك لوجب بيان حالها، ولهذا وجب بيان من يغلط في الحديث والرواية ومن يغلط في الرأي والفتيا ومن يغلط في الزهد والعبادة وإن كان المخطئ المجتهد مغفوراً له خطؤه وهو مأجور على اجتهاده، فبيان القول والعمل الذي دل عليه الكتاب والسنة واجب وإن كان في ذلك مخالفة لقوله وعمله... " الفتاوى" ( 28/231-23)
وقال ابن القيم – رحمه الله تعالى:
" بعد أن بين أن القلوب تعود إلى قلبين، قلب يعرف الله بأسمائه وصفاته ويثبتها على مراد الله عز وجل من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، وقلب معرض عن معرفتها ومحرف لها ومملوء بالشبه والجدال والمراء والكلام ومع ذلك فهو يُكفر أهل الحديث ويبدعهم ويضللهم ويجعل إثبات صفات الله تجسيماً وتشبيهاً فقال عن هذا القلب الثاني :
" فما أعظم المصيبة بهذا وأمثاله على الإيمان، وما أشد الجناية به على السنة والقرآن وما أحب جهاده بالقلب واليد واللسان إلى الرحمن، وما أثقل أجر ذلك الجهاد في الميزان، والجهاد بالحجة واللسان مقدم على الجهاد بالسيف والسنان ولهذا أمر به تعالى في السور المكية- حيث لا جهاد باليد- إنذارا وتعذيراً فقال تعالى { فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا}[الفرقان: 52] وأمر تعالى بجهاد المنافقين والغلظة عليهم مع كونهم بين أظهر المسلمين في المقام والمسير فقال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَالْمَصِيرُ } {التوبة: 73} فالجهاد بالعلم والحجة جهاد أنبيائه ورسله وخاصته من عباده المخصوصين بالهداية والتوفيق والاتفاق " أهـ. انظر مقدمة منظومته الكافية الشافية ص/ 19
فانظر أخي رحمك الله بعد سرد كل هذه الأدلة ،أيعقل أن يقول شخص –يدعي انتسابه لمنهج السلف- ألا نتبع السلف الصالح ونصمت-فهو و إن لم تصدر منه مقالا و لكنها ثبتت عنه حالا-، ولكن الجاهل لا يعلم فلا يستحق أن يرفع شبرا من الأرض...
ثم يقول أن من العيب أن يسأل عن رجل منتسب إلى الدين، وأنه حزن عندما سئل عن ذاك الرجل ( علمًا بانه سئل عن النقيب ) ثم يصف الردود العلمية أنها فتن ويقول عن الدعوة السلفية التي في القاهرة أنها فتنة، ويقول للناس انشغلوا بالله، ولا تسألوني عن النقيب هو يسأل عني، ويضيف على ذلك بأنه" مش من أصحاب المنهج ده !!!"
فانظر رحمك الله من هم أصحاب هذا المنهج الذي يتبرأ منه :
روى الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/316) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: "جاء أبو تراب النخشبي إلى أبي، قال: فجعل أبي يقول: فلان ضعيف، فلان ثقة، فقال أبو تراب: يا شيخ! لا تَغْتب العلماء، فالتفت إليه أبي، فقال له: ويحك! هذه نصيحةٌ، ليس هذا غيبة".
وروى الخطيب في "الكفاية" (1/45) عن سفيان بن عيينة يقول: "كان شعبة يقول: تعالوا حتى نغتاب في الله عز وجل ".
وروى أيضاً أن بعض الصوفية قال لابن المبارك: "تغتاب ؟! قال: اسكت! إذا لم نبين كيف نعرف الحق من الباطل ؟!".
قال الشيخ عبد الرحمن المعلمي – رحمه الله – في مقدمته على كتاب : الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (1/ب): "وجُوِّزَ ذلك تورُّعاً وصوناً للشريعة لا طعناً في الناس، وكما جاز الجرح في الشهود جاز في الرواة، والتثّبتُ في أمر الدين أولى من التثبت في حقوق والأموال، فلهذا افترضوا على أنفسهم الكلام في ذلك".
وقال الشافعي – رحمه الله – في "الأم" (6/206): "وكذلك إن قال : "إنه لا يُبصر الفتيا ولا يعرفها" ، فليس هذا بعداوة ولا غيبة، إذا كان يقوله لمن يخاف أن يتبعه فيخطئ باتِّباعه، وهذا من معاني الشهادات، وهو لو شهد عليه بأعظم من هذا لم يكن هذا غيبة؛ وإنما الغيبة أن يؤذيه بالأمر لا بشهادته لأحد يأخذ به منه حقاً، في حدِّ ولا قصاص ولا عقوبة ولا مال ... مثل ما وصفت من أن يكون جاهلاً بعيوبه فينصحه في أن لا يغترَّ به في دينه إذا أخذ عنه من دينه من لا يبصره، فهذا كلُّه من معاني الشهادات التي لا تعدُّ غيبة".
وقال ابن تيمية – رحمه الله – في "مجموع فتاواه" (28/221-222): "وإذا كان الرجل يترك الصلوات ويرتكب المنكرات، وقاد عاشره من يخاف أن يفسد دينه بُيِّنَ أمره له؛ لتتقى معاشرتُه، وإذا كان مبتدعاً يدعو إلى عقائد تخالف الكتاب والسنة، أو يسلكُ طريقاً يخالف الكتاب والسنة، ويخاف أن يضل الرجلُ الناس بذلك بيِّن أمره للناس؛ ليتقوا ضلاله ويعلموا حاله، وهذا كله يجبُ أن يكون على وجه النصح وابتغاء وجه الله تعالى، لا لهوى الشخص مع الإنسان، مثل أن يكون بينهما عداوةٌ دنيويه أو تحاسدٌ أو تباغضٌ من الشخص واستيفاؤه منه، فهذا من عمل الشيطان: "وإنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" بل يكون الناصح قصده أن الله يصلح ذلك الشخص، وأن يكفي المسلمين ضرره في دينهم ودنياهم، ويسلك في هذا المقصود أيسر الطرق التي تمكنه".([1])
فأقول وأكرر: يا إخواني أنا عاصرت هؤلاء ورأيتهم، ووالله هؤلاء لا علم لهم، وحقيقتهم أنهم خليط من الجهل والبدع، لأنهم لو علموا لتراجعوا عن هذه الأمور ولكن هم حقًأ جهال، وأطالب المسلمين أصحاب العقول بإعادة النظر بشدة في أصول الدين وفي التاريخ و ستجدون أن حال علمائنا كأمثال الشيخ ربيع و النجمي و مقبل و غيرهم ممن سار على دربهم هو حال و منهج علمائنا السلف الصالح رضوان الله عليهم- و لكن في زمن اشتد فيه الجهل و العمى-.و انظر-رحمك الله- ما قاله الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ:
" ماذا تقولون في قول القائل : إن الردود على أهل البدع والزيغ لم تكن من أخلاق السلف، وإن كتب الردود لا ينبغي أن تنشر إلا بين طلبة العلم، ولا تنشر بين غيرهم؟
- الردود على أهل البدع من الجهاد في سبيل الله، ومن حماية الشريعة، من أن يلصق بها ما ليس منها، فتأليف الكتب وطبعها ونشرها هنا حق ودعوة للحق وجهاد في سبيل الله، فمن زعم أن طبع الكتب ونشرها في الرد على المبتدعين أمر مبتدع فإنه على خطأ، لأن الله جلَّ وعلا قال: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ } [التحريم: 9] والجهاد يكون باليد، ويكون باللسان، ويكون بالمال ومن الجهاد باللسان الذب عن هذه الشريعة وحمايتها من كل ما لفق بها من شُبه وأباطيل، ومن ذلك التحذير من البدع والدعوة إلى الحق ولهذا صنّف الإمام أحمد وغيره كتبًا حذّروا فيها من المبتدعين فالإمام أحمد ألف رسالة "الرد على الزنادقة" وبيّن شبههم وأجاب عن كل شبهة، والبخاري - رحمه الله - ألف كتابه "خلق أفعال العباد" وغيرهم من أئمة الإسلام ألفوا في الرد على المبتدعة ودمغ باطلهم وإقامة الحجج عليهم."
فأقول من أين ينقل حسان،و من أي كتب يستقي منهجه؟؟
وهذا حال أصحاب البدع لهم طريقة -غير طريقة أهل السنة في النصوص الشرعية- يميزها:
1. التضارب في النصوص.
2. ترك النصوص المحكمة و اتباع النصوص المجملة.
3. اتباع النصوص المجملة وتفسيرها على ما يوافق هواهم.
4. بناء المفاهيم و التصورات على نصوص منفردة دون النظر إلى جميع أطراف الشريعة.
واخيرًا أسألك يا حسان "بالله عليك، ماذا فعلت لكي تصلح حال الأمة ؟؟
0 التعليقات :
إرسال تعليق